خرجت من مدينتي
يدأي خلف الظهر....
والجبين كبرياءه على التراب ما وجهتي؟؟؟
لا النجم دلني ...
ولا الكتاب ....
ذبحت ناقتي....
من قبل بدء رحلتي ...
فالجوع كان قد ألم بالصحاب...
وشملتي فرشت نصفها على الرمال....
ونصفها أظلهم...
وكان في فمي موال ...
غنيتة لهم...
وقلت كله فدا الرفاق ...
لو أن ذلك الزمان ضاق...
فلتتسع لضيقة قلوبنا...
ولنقتسم على الصفاء خبزنا ...
فاليد لا تجيد وحدها التصفيق...
ولتأخذ الرفيق قبل أن تمر في الطريق...
والشاة تلتقي بالذئب إن نأت عن القطيع ...
والويل للوحيد...
.........................................
وذات ليلة أتى الشتاء بالسياط...
وجرد الأشجار من ثيابها...
وأرسل الرياح...
تنوح في الطريق...
وفجأة تفرق الصحاب...
لكل واحد طريق...
وأغلقوا الأبواب ...
الريح تلتوي ويسقط السحاب...
وفوق كل مدفأة ...
تمددت أنامل الجليد...
لكل واحد مكانة وعشه...
لكل واحد نشيده...
كفى الفؤاد همة ...
ولم تجد يدأي مدفأة...
..............................
في موسم الجفاء...
خرجت للصحراء .....
الشمس باردة...
والنار باردة....
لو يعلمون يا مدينتي ....
الدفء ليس مدفأة.....
الدفء في مودة اللقاء...
الدفء في قلوبنا....
لو حطمت جليدها...
لو تبدأ العواطف الخرساء حديثها..
.
لو نرفع الستائر الثقيلة السوداء ...
عن الندى وزرقة السماء ..
كي يبدأ الربيع في حدائق الشتاء.....